تؤثر طبيعة التكوين الثقافى للمجتمع فى استعدادات الطفل فى التفكير الإبداعى والتعبير الفنى فتنوع المظاهر المادية والانشطة والأحداث اليوميه واسلوب الحياة والمثيرات البصرية التى يتعرض لها الطفل ويتفاعل معها كل ذلك بالإضافة إلى فرص التعلم والتدريب والتثقيف التى يعيش الطفل فى إطارها تعمل على استثارة ملكة الإبداع وتفتح طاقات الخيال التى من خلالها تتكون شخصيته الإبداعية المتميزة .
فالطفل فنان بطبيعة فطرته، فهو قادر على أن يبدع في الفن ، لهذا فكوني ادرس الفن احب تدريسهم والتركيز على مخاوفهم وخيالاتهم وانفعالاتهم في الدروس والأنشطة الصفية ، فبهذا يكون الطفل هو محور الموقف التعليمي، أيضاً تتمثل أهدافي كمعلم في أنني اشجع الطلاب على ممارسة الفن وتنمية الذوق والإحساس الفني والاستمتاع بالقيم الجمالية ومعرفة مواطن الجمال في الأشياء التي يشاهدونها ، كما انني احاول ربط الفن بالمواد الدراسية الأخرى كالعلوم والرياضيات واللغة العربية ، وتوظيف التكنولوجيا في التدريس لإثارة دافعية الطلاب نحو التعلم .
والجدير ذكره هنا أن الفن هو أحد الطرق التي تعبر لنا كيف ينظر الناس إلى العالم ، وماذا يعني ان أكون هنا في هذا العالم وبذلك يمكن استكشاف العالم ونظرة الآخرين لهم من خلال تأمل ودراسة أعمال الفنانين .
فموهبة الطفل قد تضيع حين يفرض عليه المدرس اتباع التعليمات والمفاهيم الفنية في التربية الفنية ، بل ينبغي أن تركز في البداية على أفكار الطفل وخياله حتى يعبر عن خبراته بحرية وبطلاقة ، وبهذا يكون الدرس ناجحاً وذا صلة باحتياجات الطفل وميوله واستعداداته.
وكمدرس وقبل أن اقوم بالتدريس للموضوع ، ينبغي أن أكون على وعي من أنا ؟ وكيف أفكر ؟ من خلال واقع وجودي ، ولذلك يجب أن أكون على بينة ، كيف أفكر وكيف أقدم نفسي أمام طلابي ، من خلال أساليب تدريسي لهم . منها : استخدام التكنولوجيا في التدريس وتمكين الطلاب من استخدام برنامج الفوتوشوب والرسام في التعبير عن ما يدور في مخيلتهم ، وتنمية اتجاهاتهم نحو البحث عن المعرفة من شبكة المعلومات الدولية في البحث عن صور للوحات الفنانين أو في كتابة مقالات علمية تتحدث عن المواضيع التي يدرسونها ، اضف إلى ذلك اركز في التدريس على أسلوب طرح الأسئلة على الطلاب لإثارة دافعيتهم وتحريك ملكة الخيال لديهم كتوجيه لهم أسئلة كالآتي : ماذا لوكانت السماء بلونها الأسود والأبيض ؟ كما أنني اتبع اسلوب القصة في التدريس خاصة في التمهيد للدرس وذلك لتشويق الطلاب للتعرف على الجديد وأحافظ على انتباههم طوال الدرس ، وبهذا تكون المعارف أكثر ثباتاً في أذهانهم.
وأحيانا اتبع طريقة البيان العملي في التدريس لكونها تتناسب مع تخصصي ، فالطالب في التربية الفنية بحاجة إلى أن يتعرف على الخطوات لانتاج عمل ما خاصة إذا ما كان المطلوب منه تنفيذه بمثابة خبرة جديدة بالنسبة إليه.
أما عن أساليب التقويم التي أتبعها في التدريس هي : الامتحانات التحريرية لقياس تحصيل الطلاب معرفيا ومهاريا ً، وكما أنني ادرس الفن فانا بحاجة إلى تقييم انفعالات الطلاب وآدائهم بطرق بديلة للتقويم مثل عمل معرض مصغر لأعمال الطلاب ويتشارك الطلاب مع المعلم في التقييم إما شفهيا وإما من خلال استمارة تتضمن معايير مختلفة لتقييم تلك الأعمال أويكتب الطالب وصفا أو قصة قصيرة حول عمله الفني وقد يكون ذلك التقييم فردياً أو جماعياً حسب نوع النشاط . أيضاً هنالك طريقة اخرى اتبعها وهي المشروع أو ملاحظة الطلاب وسلوكاتهم داخل الحصة وطوال الدرس. والمهم ذكره هنا أنني اهتم بعملية التقييم وأحاول أن اعلم الطلاب بالنتائج بكل موضوعية وشفافية حتى يتسنى لكل طالب معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف لديه ، ولابد أن أراعي أثناء تلك العملية مشاعر الطلاب فاعزز الأعمال الجيدة ، والأعمال الأقل من حيث المستوى أحاول أن أجد أية نقطة جيدة في العمل وأشير إليها لتشجيع الطالب من ناحية وتهيئته لتقبل النقد الموجهة إليه من ناحية أخرى. وبهذا يتقبل الجميع تقييم المعلم لأعمالهم بكل رحابة صدرو أريحية.
ودوري كمعلمة في مادة التربية الفنية يتمثل في نشر رسالة الفن للجميع، فلا ارغب في أن ينظر إلي باعتبار أني خبيرة في الفن ، أو الشخص الذي يعرف بشكل قاطع ما إذا كان العمل الفني جيد أم لا ؟ وإنما يجب ان ينظر إلي طلابي وجميع المهتمين بالتربية الفنية على أنني أقدر الفن ولا انتظر الانتاج الفني فقط وانما اتطلع لأن تكون لديهم ثقافة فنية عن تاريخ الفن والتذوق الفني وعلم الجمال، أيضاَ اشارك طلابي في التعرف على أعمال الفنانين وأساليبهم الفنية وذلك بتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم وخيالاتهم وعواطفهم وانفعالاتهم في أعمالهم الفنية ، وبهذا يفتخر الطالب في كونه فناناً و له اسلوبه الفني الخاص في مجتمعه. فالفن هو لغة الفكر الذي يجب أن يكون في متناول الجميع ، وليس فقط حكراً للطلبة الموهوبين ، كما أنه من الضرورة أن يعمل المعلم لاستكشاف قدرات الأطفال وخبراتهم ليحظى الجميع بنفس الاهتمام في مجال الفن من خلال التنويع في التدريس كاستخدام اسلوب الدمج في تدريس الفنون وتكاملها مع المواد الأخرى أو من خلال التعددية الثقافية .
وينبغي للمعلم أن يعرض إنجازات الطلاب الفنية للمدرسة وللمجتمع ، وأن يشارك الطالب في خدمة المجتمع بما يمتلك من مهارات وخبرات فنية.
واسعى جاهدة نحو مساعدة الطلاب على فهم أنفسهم وذواتهم من خلال ممارستهم للفن ، وهذا ينعكس إيجاباً على أعمالهم الفنية وفي توثيق قدرتهم على التواصل مع الآخرين. وهذا يعني أن التطور في مهاراتهم ليس فقط في فهمهم لذاتهم وإنما لتقييم الفن ضمن سياقات الماضي والحاضر ، وفهم أساليب المدارس في الفن الحديث ،وتقدير ثقافات الفنون الأخرى من خلال إدراكهم لجماليات تلك الأعمال الفنية . فالخبرات الفنية تحفز الخيال والإبداع وتعزز ثقافة الطفل فضلاً عن وعيه لذاته.
وحقيقة فلسفتي في التدريس نابعة من التركيز على خيال الطفل وعواطفه ودمج ذلك مع المواد الدراسية الأخرى وتوظيف جميع مهاراته وخبراته لتتشكل في قالب انتاجه الفني والذي هو بمثابة انعكاس لذاته ولشخصيته . .. ومن الجميل أن يعد الطالب إعداداً جيداً للحياة ويفهم تراثه ويشارك في التنمية المجتمعية من خلال ابداعاته الفنية على المستوى المحلي والإقليمي.
فكوني الطالب المعلم تكمن فلسفتي في اتباعي لبعض الاستراتيجيات في الإدارة الصفية والتي تمكنت من خلالها أن أحقق أهدافي التي رسمتها منذ التحاقي بكلية التربية . كنت أقرأ كثيرا عن التدريس الابداعي ومواصفات المعلم الناجح ، كما أنني كنت أتبع أسلوب الحوار والمناقشة لاتيح لطلابي فرصة للمشاركة وازالة الحواجز بيني وبينهم، أيضا انتهجت اسلوب الترهيب والترغيب، فكنت حازمة وقت الدرس والجد والعمل ، إلا أنني أقترب من طلابي بين فترة وأخرى وارغبهم وأحببهم إلى نفسي وللمادة، فهذا الاسلوب يجعلهم يحترموا المعلمة ويقدرون عملهما معهم .أيضا من الاستراتجيات التي اتبعتها وكانت الأكثر نجاحا ،هي استراتيجية تعزيز السلوك المرغوب فكنت اعزز الطلاب ماديا ومعنويا واحفز دافعيتهم نحو التعلم. فيهمني سلوكهم الأخلاقي قبل تعلمهم لاي خبرة ، وكما يقال إن صلحت الأخلاق صلح التعلم والتعليم
أضف إلى ذلك انني اتعامل مع طلابي وكانني أختهم الكبرى فأنادي كل طالب بالمهنة التي يطمحها إليها مستقبلا فمنهم الطبيب والفنان والمعلم والمهندس الخ ، فيفرحون كثيرا بذلك، وينتظروني لاناديهم بها بكل شغف .
وفي ظل التغيرات في الوقت الحالي وكوني معلم مبتدئ فأنا بحاجة إلى التدرب على مهارة إدارة الوقت للحصة الدراسية ، وكيف ارغب الطالب لمادة الفنون التشكيلية في مرحلة المراهقة ، لأن اهتمامهم بها قليل لكونها لا تحتسب ضمن تحصيلهم الدراسي. وهذا يتطلب أن تتعاون إدارة المدرسة مع المعلم في تشجيع الطلاب للاهتمام بالمادة وممارسة الفن ليس فقط لتحصيل حاصل وإنما لاشباع حاجاتهم وتأكيد ذواتهم الشخصية والاجتماعية .
فالتدريس رسالة عظيمة ومن أصعب المهن ، فهي تحتاج إلى صبر وقوة تحمل، وتطلب من الشخص أن يحسن التعامل مع الطلاب وكافة المعنيين في العملية التعليمية بأسلوب راقي يعكس أخلاقه النبيلة. فمهمة المعلم لا تقتصر في تدريس المنهج داخل قاعة الفصل ، بل تتعداه إلى أبعد من ذلك بكثير فالمعلم مرشد وموجه وقائد ومربي…